في 120 ألف عامل مصري استشهدوا أثناء حفر قناة السويس.
التصحيح
من
كلام أسامة ربيع غير دقيق، لا يتوافر حتى الآن أرقام رسمية دقيقة حول عدد الضحايا من العمال المصريين خلال حفر قناة السويس في الفترة ما بين 1859 حتى عام 1869، ويجد عدد من المؤرخين في تقدير ضحايا الحفر بـ 120 ألف عامل مبالغة كبيرة، إذ كان عدد سكان مصر في حينها 4 مليون شخص، كما لا يمتلك أيّ مصدر رسمي إحصاءً بذلك.

لكن ذلك لا ينفى وفاة أعداد كبيرة من الفلاحين المصريين خلال حفر القناة، رغم ذلك لا يمتلك أي أحد رقم دقيق لعدد من توفوا أثناء عملية الحفر، ورغم تداول رقم وفاة 120 ألف مصري بشكل كبير، ولكن هناك شكوك كبيرة لدى مؤرخين مصريين وغربيين حول هذا الرقم، ولا توجد وثائق تاريخية تدعمه:

يقول رولاند موسنييه، مؤرخ في جامعة السربون، إن "يعتقد أن عشرات الآلاف من الفلاحين الذين تم حشدهم بين عامي 1859 و 1862 قد لقوا حتفهم، وذكر الرئيس جمال عبد ناصر لاحقًا أنهم 120 ألف حالة وفاة، لكن لا توجد أرشيفات دقيقة تدعم ذلك".

يقول المؤرخ المصري عباس الطرابيلي، إن "كلام كثير قيل حول حفر قناة السويس القديمة.. ولكن بعضه كان مبالغاً فيه.. خصوصاً ماقيل عن وفاة 120 ألف مصرى خلال حفر هذه القناة".

وهناك عدة أسباب لتلك الشكوك:

الحكومة المصرية أمدّت شركات قناة السويس بالفلاحين المصريين للعمل بالسخرة في حفر المجرى الملاحي، لمدة خمس سنوات فقط من عمر المشروع، الذي امتد لعشر سنوات، وبعدها أصدر الخديو إسماعيل قرارًا بمنع توريد الحكومة المصرية الفلاحين إلى الشركة.

اضطرت إدارة شركة القناة إلى جلب العمالة من إيطاليا واليونان وبعض البلدان الأخرى، وكان تدفع لهم أجرًا أعلى من أجر العامل المصري.

كمان الشركة كانت بتعتمد خلال الحفر على التبادل الشهري للفلاحين، وانتهت المرحلة الأولى من الحفر على أيدي 180 ألف فلاح مصري حفروها بالمعاول والفؤوس خلال عشرة أشهر، وذلك بحسب كتاب السخرة في حفر قناة السويس للدكتور عبد العزيز الشناوي.

جاء تصريح أسامة ربيع خلال مداخلة هاتفية على القناة الفضائية الأولى بمناسبة مرور 152 على افتتاح قناة السويس.

ليه توفي عدد كبير خلال الحفر؟

إدارة شركة قناة السويس كانت تجلب المياه لمناطق الحفر على ظهور الجمال، مما تسبب في وفاة عدد من الفلاحين عطشًا.

شهدت مصر موجة برد قارسة فى شتاء 1863-1864، وهبطت درجة في بعض مناطق الحفر إلى تحت الصفر، وأمطرت السماء ثلجًا في منطقة الشلوفة، وكان يعمل فيها 47 ألف عامل مصرى، ولم تكن هناك وسيلة لحماية العمال المصريين من البرد، وباتوا فى العراء، ولم توزع عليهم الشركة ما يقيهم من البرد سوى كميات من الخشب يوقدونها ليلاً للتدفئة.

أصيب عدد كبير من العمال خلال الحفر بوباء الكوليرا ولكنه ظل العدد غامضًا حتى الآن، بسبب حالة التكتم التي فرضتها الشركة على مناطق الحفر.